القدس
لا للقرارات الخارجية تبقى القدس عاصمة فلسطين وعاصمة قلوبنا
أكبر مدن فلسطين التاريخية المحتلة مساحة وسكانا وأكثرها أهمية دينيا واقتصاديا تعرف بأسماء أخرى في اللغة العربية مثل بيت المقدس أو القدس الشريف وأولى القبلتين وتسميها إسرائيل أورشليم
يعتبرها المسلمون والفلسطينيون عاصمة دولة فلسطين بعد التحرير كما ورد فى وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر15 نوفمبر سنة 1988م فيما تعتبرها إسرائيل عاصمتها الموحدة أثر ضمها الجزء الشرقى من المدينة عام 1980 والذى احتلته بعد حرب سنة 1967 يعتبرها اليهود عاصمتهم الدينية والوطنية لاكثر من 3000 سنة
الأمم المتحدة والمجتمع الدولى لا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ويعتبرالقدس الشرقية جزء من الأراضى الفلسطينية ولا يعترف بضمها للدولة العبرية القدس ضمن سلسلة جبال الخليل وتتوسط المنطقة الواقعة بين البحرالمتوسط والطرف الشمالي للبحر الميت وتوسعت حدودها كثيرا عما كانت عليه في العصور السابقة
القدس مدينة مقدسة عند جميع الديانات السماوية الثلاث اليهودية المسيحية الإسلام
أصبحت المدينة أقدس المواقع لليهود بعد أن فتحها النبي والملك داود وجعل منها عاصمة مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1000 ق.م ثم أقام ابنه سليمان على بناء أول هيكل فيها كما تنص التوراة أماعند المسيحيين أصبحت المدينة موقعًا مقدسا بعد أن صلب يسوع المسيح على إحدى تلالها المسماة جلجثة وبعد أن عثرت القديسة هيلانة على الصليب الذى علق عليه بداخل المدينة بعد حوالي 300 سنة وفقا لما جاء في العهد الجديد
القدس عند المسلمين هى ثالث أقدس المدن بعد مكة والمدينة المنورة وأولى القبلتين كان المسلمون يتوجهون إليها فى صلاتهم بعد أن فرضت عليهم وهى أيضا تمثل المكان الذى عرج منه النبي محمد بن عبد الله صل اللة علية وسلم إلى السماء ونتيجة لهذه الأهمية الدينية العظبمة تأتى أهمية المسلمين لها ويوجد فى المدينة القديمة عددا من المعالم الدينية أهمها حائط البراق كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المكون من معالم مقدسة أهمها مسجد قبة الصخرة والمسجد القبلى
النزاع القائم حول وضع القدس قضية محورية في الصراع العربى الإسرائيلى أقدمت الحكومة الإسرائيلية بعد حرب سنة 1967على احتلال القدس الشرقية التي كانت مع الأردن وألحقتها بإسرائيل واعتبرتها جزء لا يتجزأ منها إلا أن المجتمع الدولى بأغلبيه لن يعترف بأن تكون القدس عاصمة لأسرائيل
تعرضت القدس للتدمير مرتين وهوجمت 52 مرة وحوصرت23 وتم فقدانها 44 مرة
أستوطن البشرالموقع الذي شيدت به المدينة منذ الألفية الرابعة ق.م الأمر الذى يجعل من القدس إحدى أقدم المدن في العالم
تعتبر المدينة القديمة موقع تراث عالمى وقد جرت العادة والعرف على تقسيمها إلى 4 حارات حارة الأرمن وحارة النصارى و حارة اليهود وحارة المسلمين لم تظهر إلا فى أوائل القرن التاسع عشرأسماء هذة الحارات
ألى الأن ينظر للقدس الشرقية على أنها منطقة متنازع عليها ويدعو بين الحين والأخر إلى حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلمية بيننا وبين إسرائيل وأن غالبية الدول فى العالم لا تعترف بالقدس عاصمة إسرائيل لذا فإن معظم السفارات والقنصليات الأجنبية تقع فى مدينة تل أبيب وضواحيها
البرلمان الإسرائيلي أقر فى31 يوليو سنة 1980 القدس عاصمة إسرائيل الذى جعل
أعلان القدس بالحدود التى رسمتها الحكومة الإسرائيليةعام1967 مبدأ دستورى فى القانون الإسرائيلى
ومجلس الأمن رد بقرارين رقم 476 ورقم 478 سنة 1980 وجه اللوم إلى إسرائيل بسبب إقرار هذا القانون وأكد أنه يخالف القانون الدولى وليس شأنه أن يمنع استمرار سريان اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949على الجزء الشرق من القدس كما ويفترض أن تكون المدينة ضمن محافظة القدس التابعة لدولة فلسطين
أسم القدس الشائع اليوم فى وخاصة لدى المسلمين هو اختصار لاسم بيت المقدس أو لعبارة مدينة القدس وكثيرا ما يقال القدس الشريف لتأكيد قدسية المدينة أما السلطات الإسرائيلية تشير فى اعلاناتها إلى المدينة باسم أورشليم القدس
تلعب القدس دور رئيسى عند الحديث عن القومية العربية عموم والوطنية الفلسطينية
كذلك بالنسبة للقومية الإسرائيلية ولذالك فإن الحديث لتاريخها الطويل الذى يمتد لأكثر
من5,000 سنة غالبا ما يأخذ منحى متحيزا من الناحية الأيديولوجية
ويركز القوميون الإسرائيليون على الحقبة التاريخية التى أستوطن فيها بنى أسرائيل أرض فلسطين ويزعمون بأن جميع يهود العالم اليوم من أولئك القوم مما يدعم هدف قضيتهم هو توطين يهود العالم في فلسطين ويعزز من موقفهم أمام الشعوب المختلفة
حيث يظهرون بأنهم الورثة الشرعيين للقدس بل ولفلسطين
أما القوميون العرب والفلسطينين يركزون على الحقبتين المسيحية والإسلامية ومما يدعم قضيتهم التى تقول أن الفلسطينيين الحاليين ورثة المدينة والبلاد أنهم ينحدرون من الشعوب والأمم التى سكنت فلسطين والقدس عبركل العصور وتزاوجت واختلطت
ونتيجة لهذا يزعم كل من الفلسطينيين والإسرائيليين بأحقيتهم للقدس وكل فلسطين
وبعض التنقيبات الأثرية أظهرت وجود بعض الأوانى الخزفية فى مدينة داود الواقعة على حدود القدس حاليا التى تعود للألفية الرابعة قبل الميلاد منذ العصر النحاسى وتم أكتشافات أخرى مثل وجود مستعمرة بشرية قامت خلال أوائل العصر البرونزى بين عام 2800 وعام 3000 ق.م ويقول المؤرخين أن من أسسها هم الكنعانيون الذين سكنوا فلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد
وهذه الفترة قدم إليها العرب الساميون في هجرتين كانت الأولى في بداية الألف الثالث قبل الميلادوالثانية في بداية الألف الثاني قبل الميلاد أما عالمة الأثار البريطانية كاتلين كينيون تقول أن القدس تأسست على يد قوم ساميين شماليين غربيين حوالي سنة 2600 قبل الميلاد وأول تجمع سكاني في موقع القدس فى رسائل اللعنة الفرعونية كان من القرن الثامن عشر قبل الميلاد
تنص المخطوطات العبرانية على أن النبي داود دام حكمه لمملكة إسرائيل 40 عاما وبالتحديد حتى سنة 970 ق . م وبعد وفاته خلفه ولده سليمان الذى حكم طيلة 33 عاما وفي عهده تمّ تشييد هيكل المدينة على جبل موريا بالإضافة إلى هيكل سليمان
الشهير الذى يلعب دورا مهم عند اليهود كونه يمثل المستودع الذى حفظ فيه تابوت العهد وفقا للمعتقد اليهودى أصبحت القدس تسمى بالمدينة المقدسة عام 975 ق.م وشكلت عاصمة لمملكة إسرائيل الموحدة
وبعد وفاة سليمان انقسمت المملكة إلى قسمين شمال وجنوب وذلك بعد تمرد الأسباط العبرية الشمالية بسبط ويهوذا الجنوبى الذى كان أهل داود ينتمون إليه وسمية القسم الجنوبي بمملكة يهوذا فى الجنوب وأصبحت القدس عاصمة لها تحت قيادة رحبعام بن سليمان وفى سنة 587 ق.م أحتل الملك البابلى نبوخذ نصر الثانى مدينة القدس بعد أن هزم اخر ملوك اليهود صدقيا بن يوشيا ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه وعاث فى المدينة دمارا وخرابا وأقدم على تدمير هيكل سليمان مما أنهى الفترة التي يُطلق عليها المؤرخون تسمية عهد الهيكل الأول
بعد 50 سمح الملك الفارسي قورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود في بابل العودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهد مفعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا ببناء الهيكل الثانى
وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م فى عهد الملك الفارسى وعرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنا بملك اليهود حيرود الكبير والذى قام بتوسيعه وحوالي سنة 445 ق.م أصدر الملك الفارسي أرتحشستا الأول مرسوما سمح فيه لسكان المدينة بإعادة بناء أسوارها
وفقدت الإمبراطورية الفارسية فلسطين بما فيها القدس لصالح القائد والملك المقدونى الإسكندرالأكبرعام 333 ق.م وبعد وفاته أستمر خلفاؤه المقدونيون البطالمة فى الحكم المدينة واستولى عليه فى ذات عام بطليموس الأول وضمها مع فلسطين إلى مملكته فى مصرعام 323ق.م وفى عام 198ق.م خسر بطليموس الخامس القدس ومملكة يهوذا
لصالح السلوقيين في سوريا بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير
حاول الإغريق أن يطبعوا المدينة بطابعهم الخاص ويجعلوا منها مدينة هيلينية تقليدية لكن هذه المحاولة باءت بالفشل سنة 168ق.م عندما قام المكابيين بثورة على الحاكم
أنطيوخوس الرابع تحت قيادة كبير الكهنة متياس وأبنائه الخمسة ونجحوا بتأسيس المملكة وعاصمتها القدس 152 ق.م وأستولى قائد جيش الرومان پومپيوس الكبير على القدس 63 ق.م وبهذا ضمت القدس إلى الجمهورية الرومانية
أقدم الرومان على تنصيب حيرود الأول ملكا على اليهود ليضمنوا سيطرتهم وتحكمهم
بمملكة يهوذا فكرس حيرود عهده لتجميل المدينة وتطوير مرافقها فبنى عددا لأسوار والقصور والأبراج والقلاع وقام بتوسيع المعبد حتى تضاعف حجم المنطقة حيث وبعد وفاة حيرود الأول فى السنة السادسة قبل الميلاد خلفه حيرود الثان ف حكم القدس من عام 4 قبل الميلاد حتى 6 بعده وعندها أخضع الرومان مملكة يهوذا للحكم الرومان المباشر نتيجة لعدم ثقة الحكومة بحيرود فأصبحت تعرف بمقاطعة
شهد الحكم الروماني المباشر للقدس حوادث كثيرة أولها الثورة اليهودية الكبرى التى استمرت من سنة 66إلى سنة 70م حيث قام اليهود في القدس بأعمال شغب وعصيان مدني قمعها الحاكم الرومان تيطس بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيرا من اليهود ودمر
المعبد للمرة الثانية وعادت الأمورإلى طبيعتها ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة
ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين فى عام 115و132م والمرة الأخيرة عرفت بثورة شمعون بن كوكبة تيمنا بقائد العصيان وخلالها تمكن اليهود بالفعل من السيطرة على المدينة وأعلنوها عاصمة لمملكة يهوذا إلا أن الإمبراطورالرومان هادريان تعامل مع الثوار بعنف وأدى ذلك الى تدمير القدس للمرة الثانية وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يبقإلا المسيحيين ومن شدة الإمبراطور على اليهود أصدر مرسوما بجعل المدينة ذات طابع رومانى فتم تغيير اسمها إلى مستعمرة إيليا الكاپيتولينية واشترط ألا يسكنها يهودى بل أقدم على تغيير اسم مقاطعة اليهودية بكاملها وجعله مقاطعة سوريا الفلسطينية تيمنا بالفلستينيون الذين سكنوا الساحل الجنوبي لبلاد كنعان
خضعت المدينة لسيطرة الرومان ثم الروم البيزنطيين خلال القرون الخمسة التى تلت ثورة شمعون بن كوكبة وبعد أن نقل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول لعاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى بيزنطية وأعلن المسيحية ديانة رسمية للدولة أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية بالقدس فبنيت كنيسة القيامة عام 326م فكانت تلك نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في المدينة حيث لم يعودوا مضطهدين واستطاعوا ممارسة شعائرهم الدينية بحرية أصبحت القدس مركزا لبطريركية من البطريركيات الخمس الكبرى وهى إلى جانب
انقسمت الإمبراطورية الرومانية عام 395 م إلى أمبراطورتين متناحرين الإمبراطورية الغربية وعاصمتها روما والإمبراطورية الشرقية أوالبيزنط وعاصمتها القسطنطينية وخضعت القدس مع باق بلاد الشام إلى الإمبراطورية الأخيرة شجع الانقسام الروماني الفرس على الإغارة على القدس فأمر شاه الإمبراطورية الساسانية كسرى الثان قائدا جيوشه شهربراز وشاهين بالسير إلى سوريا واستخلاص القدس من أيدى الروم ففعلا ما طلب منهما ونجحا في احتلالها، خصوصا بعد أن ساعدهم اليهود فى فلسطين الذين كانوا ناقمين على البيزنطيين
فتح الفرس المدينة سنة 614 م بعد حصار استمر21 يوما تنص السجلات البيزنطية أن الفرس واليهود ذبحوا الاف المسيحيين من سكان القدس وما زال هذا الأمرموضع جدال بين المؤرخين، حيث قال البعض بصحته ونفاه البعض الآخر استمرت المدينة خاضعة للفرس طيلة 15سنة إلى أن استطاع الروم استعادتها سنة629 م تحت قيادة الإمبراطورهرقل وظلت بأيديهم حتى الفتح الإسلامىعام 636 يؤمن المسلمون أنه خلال هذه الفترة وبالتحديد في عام 621 م تقريبا شهدت القدس زيارة النبي محمد، حيث أسرى به الملاك جبريل ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ثم صعد إلى السماوات العلى حيث رأى الأنبياء والرسل السابقين وعاد بعد أن خاطب الله الذي علمه عدد الصلوات المفروضة على الإنسان وبهذا الحدث أصبحت القدس ثالث أقدس الأماكن عند المسلمين
أصبحت القدس مدينة مقدسة بالنسبة للمسلمين بعد حادثة الإسراء والمعراج وفق المعتقد الإسلامى وبعد أن فرضت الصلاة على المسلمين أصبحوا يتوجهون أثناء إقامتها نحو المدينة وبعد حوالي 16 شهرا عاد المسلمون ليتوجهوا فى صلاتهم نحو مكة بديل للقدس بسبب كثرة تعيير اليهود للنبى محمد صل اللة علية وسلم وللمسلمين بسبب إستقبالهم لقبلة اليهود وفي عهد عمر بن الخطاب والفتوحات الإسلامية أرسل عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح لفتح فلسطين ونشر الدعوة الإسلامية فيها لكن القدس عصيتعليهم ولم يتمكنوا من فتحها حيث اعتصم أهلها داخل الأسواروعندما طال حصار المسلمين لها طلب رئيس البطاركة والأساقفة المدعو صفرونيوس طلب منهم أن لا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب بشخصه. فأرسل عمرو بن العاص يخبر عمر في المدينة بما طلبه صفرونيوس رئيس الأساقفة المسيحيين في القدس فاستشار الخليفة عمر بن الخطاب أصحابه فكان أول من تكلم عثمان بن عفان
ذهب عمر بن الخطاب وخادمه ومعهما ناقة إلى بيت المقدس ف رحلة شاقة وأن وصلا مشارف القدس حتى أطل عليهما صفرونيوس والبطاركة وسألوا من هذين الرجلين فقال المسلمون إنه عمر بن الخطاب وخادمه فسأل أيهما عمر فقيل ذاك الواقف على قدميه إذ كان خادمه ممتطيا الناقة فذهلوا بهذا لانه مذكور فى كتبهم بنفس الحالة التى كان عليها عمر وخادمة فكان الفتح لبيت المقدس كتب عمرمع المسيحيين وثيقة عرفت باسم العهدة العمرية وهى وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم وعرض صفر ونيوسعلى عمر بن الخطاب أن يؤدى الصلاة فى كنيسة القيامة بعد أن حان موعدها أثناء زيارته لها فخرج من الكنيسة وصلى فى مكان بعيد منها وعاد بعد ذلك
ولما سأله البطريرك صفرونيوس عن السبب أجابه أنه يخاف من أن يتخذ المسلمون من فعله ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده ها هنا صلى عمر وبالتالى يحولون الكنيسة إلى مسجد للمسلمين
سمح المسلمون لليهود بالرجوع للسكن في المدينة بعد فتحها وطبقوا عليهم ما طبقوه على المسيحيين من حماية لمقدساتهم مقابل الجزية أقام المسلمون مسجدا فى الموقع الذي صلى به عمر بن الخطاب بالقرب من مدخل كنيسة القيامة اليوم وقال الأسقف الغالي أركولف الذي عاش في القدس من سنة 679 حتى سنة 688 أن مسجد عمر كان عبارة عن مبنى خشبي مربع الشكل بني على أنقاض بعض المباني والمنشأت وكان يتسع لحوالي 3,000 مصلى كان واضعا نصب عينيه الرواية التي سمعها من محمد ليلة الإسراء وسأل الصحابة وكعب الأحبار وهو من اليهود الذين أسلموا والبطريرك صفرنيوس وكان عمر بن الخطاب يراجع المرافقين له حين يدلونه على مكان لا يجد أوصافه تنطبق على ما لديه قائلا لقد وصف لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم المسجد بصفة ما هى عليه هذه وقد عثر الخليفة على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة فى وقت قصيروكان المكان مطمورا بالأتربة التي تكاد تخفي معالمه وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة وعندما جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 691 ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك الجامع القبلى عام 709 يقول المؤرخ من القرن العاشر محمد بن أحمد شمس الدين المقدسى أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة وجعل منها ذهبية كي تطغى على قبب الكنائس المنتشرة فى القدس ولتصبح معلما بارزا يلفت نظر الزائر أول ما يراها أهتم الأمويون والعباسيون بالمدينة فشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين لكن شهرتها سرعان ما تضعفت بسبب عدم استقرار الدولة العباسية ووتقسيمها إلى دويلات عديدة
أدى تفكك الدولة العباسية إلى دويلات متناحرة إلى ضعف العمل بالشريعة الإسلامية
من قبل بعض الحكام فلقي المسيحيون كثيرا من الاضطهاد وهدمت كنيسة القيامة في القدس خلال عهد الخليفة الفاطمي أبو علي منصور الحاكم بأمر اللة وتعرضت حياة الحجاج الأوروبيين للخطر
وعندما سقطت القدس بقبضة الأتراك السلاجقة سنة 1076 إزدادت الحالة سوءا وكثر التعدى على الحجاج الأوروبيين بشكل خاص بسبب ما كان يحملونه معهم من النفائس والأموال فكانت تلك إحدى الأسباب التي أدت لنشوب الحروب الصليبية أنطلق الصليبيون حملتهم الأولى سنة 1095 متوجهين إلى مدينة القدس فوصلوها في سنة1099وضربوا الحصارعليها فسقطت في أيديهم بعد شهر من الحصار وقتل الصليبيون فور دخولهم القدس قرابة 70 ألفا من المسلمين واليهود وانتهكوا مقدساتهم وقامت في القدس منذ ذلك التاريخ مملكة لاتينية تحكم من قبل ملك كاثوليكي فرض الشعائر الكاثوليكية على المسيحيين الأرثوذكس مما أثار غضبهم
استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام 1187 معركة حطين وعامل أهلها معاملة طيبة وأزال الصليب عن قبة الصخرة ودعا اليهود والمسلمين ليعودوا إلى المدينة واهتم بعمارتها وتحصينها ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الإمبراطور فريدريش الأول بربروسا إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة وكانت القدس في هذه الفترة قد ضعف شأنها الاستراتيج خصوصا بسبب انهماك أولاد صلاح الدين بالنزاع فيما بينهم وعدم تركيزهم على محاربة الصليبيين ظلت القدس بأيد الصليبيين11عاما إلى أن استردها نهائيا الملك الصالح نجمالدين أيوبعام 1244
تعرضت المدينة لغزو التتار الخوارزميين عام 1244 الذين قضوا على القسم الأعظم من سكانها المسيحيين وطردوا اليهود منهم هزم التتار على يد المماليك بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259 وضمت فلسطين بما فيها القدس إلى السلطنة المملوكية التي حكمت مصر والشام بعد الدولة الأيوبية حتى عام 1517 وخلال هذه الفترة تعرضت المدينة والمنطقة ككل لسلسلة من الزلازل وتفشى فيها وباء الطاعون الأسود
دخلت جيوش العثمانيين فلسطين بقيادة السلطان سليم الأول بعد معركة مرج دابق في سنة 1517وأصبحت القدس مدينة تابعة للدولة العثمانية مدة400 سنة حتى سقوطها بيد قوات الحلفاء فى الحرب العالمية الأولى سنة1917تمتعت القدس بعهد من الرخاء والازدهار خلال عهد السلطان سليمان الأول القانوني خليفة سليم الأول حيث أعادبناء
أسوار المدينة وقبة الصخرة واستمرت القدس خلال معظم العهد العثماني مجرد مدينة محلية عادية ولم يعلوا شأنها التجارى أوالثقافى لكنها بقيت من ضمن المدن العثمانية المهمة نظرا لمكانتها الدينية تطور الحياة المقدسية بشكل ملحوظ خلال القرن التاسع عشر بعد أن أنشأت السلطات العثمانية عدد من المرافق الحديثة لتسهل ولخدمة الناس فافتتح مركز للبريد وأنشأت خطوط سير نظامية مخصصة لمركبات الجياد العمومية وأنيرت الشوارع بالمصابيح الزيتية وفي أواسط القرن سالف الذكر أنشأ العثمانيون أول طريق معبّدة بين القدس ويافا وبحلول عام 1892كانت المدينة موصولة بغيرها من المدن الشامية والحجازية بسكة حديدية
خلال الفترة الممتدة من عام1831حتى عام 1840 أصبحت فلسطين جزءا من الدولة المصرية التي أقامها محمد علي باشا وخلال هذا العهد أخذت الإرساليات والقنصليات الأجنبية تضع موطئ قدم لها في المدينةوفي سنة 1836 سمح إبراهيم باشا بن محمد على سمح لليهود أن يعيدوا إنشاء أربعة معابد رئيسية ومن ضمنها كنيس الخراب ثار الشوام على الحكم المصرى بعد أن استقر فى البلاد لأسباب مختلفة منها زيادة الضرائب بمقدار لم يعهده الناس أيام العثمانيين والتجنيد الإجبارى فى الجيش المصرى وكان من ضمن هذه الثورات ثورة قامت فى سنة 1834 بفلسطين بقيادة قاسم الأحمد الذى قاد جيشا من الثوارمن مدينة نابلس تعاونه عشائر بلدة أبو غوش وهاجم القدس ودخلها بتاريخ 31 مايو 1834 لكن الجيش المصرى استطاع أن يرد الثوّار على أعقابهم في الشهر التالى
عادت القدس إلى الحكم العثمانى بعد هزيمة المصريين أمام الجيوش الحليفة العثمانية والأوروبية سنة 1840 إلا أن كثيرا من المصريين بقى واستقر بالمدينة ونفس الفترة قدمت وفود من اليهود والمسلمين المغاربة من مدينة الجزائروغيرها من مدن المغرب العربى واستقرت فالقدس وأخذت القوى العظمى فى العالم تتدخل فى الشؤون الداخلية الداخلية العثمانية بشكل متزايد خلال عقد الأربعينيات والخمسينيات من القرن التاسع عشر بحجة حماية الأقليات الدينية فى الدولة العثمانية وقد لعب القناصلة فى القدس دورا كبيرا فى هذه المسألة أفاد القنصل البروس بالقدس أن عدد سكان المدينة ف سنة 1845 وصل إلى16,410 نسمة منهم 7,120 يهودى 5,000 مسلم 3,390 مسيحى800 جندى تركى 100 شخص أوروبى ارتفعت نسبة الحجاج المسيحيين فى المدينة خلال العهد العثمانى الأمر الذى كان يجعل المسيحيين بالقدس تتضاعف فى حجمها خلال موسم الفصح
أخذت المنازل تظهر خارج أسوار القدس خلال عقد الستينيات من القرن التاسع عشر
بعد أن ازداد عدد سكان المدينة بفعل المهاجرين ولإقامة منشأت أكثر صحية مخصصة لاستضافة الحجاج المسيحيين خصوصا وأن كثيرا منهم كان يشتكى من كثرة السكان
داخل المدينة ومن رداءة نظام الصرف الصحى ومن المنشآت المهمة التي برزت خلال هذه الفترة، المجمع الروس سنة1860 الذى خصص لاستقبال وإيواء الحجاج الروس الأرثوذكس قدرت إحدى إحصائيات إرسالية أمريكية عدد سكان القدسعام1867بأكثر من 15,000 نسمة 6,000 منهم مسلمين وما بين 4,000 إلى 5,000 منهم يهود
كذلك تبين أن عدد الحجاج الروس كان يتراوح بين 5,000 إلى 6,000 حاج كل عام أنشأت الدولة العثمانية عام 1880متصرفية القدس وأزيل الحائط القديم للمدينة سنة 1898لتسهيل دخول القيصر الألمانى فيلهلم الثانى أثناء زيارته للقدس وظلت المدينة المدينة تحت الحكم العثمانى حتى هزمت الدولة العثمانية فى الحرب العالمية الأولى
سقطت القدس بيد الجيش البريطانى بقيادة الفريق أول إدموند ألنبي في سنة 1917 بعد أن تقهقر الجيش العثمانى مهزوما أمامهم وفي سنة 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين وإمارة شرق الأردن والعراق وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطانى
دخلت المدينة ف عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفورالذى أبرمته حكومة المملكة المتحدة مع ممثل الحركةالصهيونية الصهيونية ثيودور هرتزل وأظهرت بعض إحصائيات تلك الفترة أن عدد سكان المدينة ارتفع من 52,000 نسمة عام 1922 إلى 165,000 نسمة عام 1948 بفعل هجرة اليهودأدى ازدياد عدد اليهود في فلسطين عموما والقدس خصوصا وشرائهم للأراضى
ومساعدة البريطانيين لهم أدى إلى استياء المقدسيين من مسلمين ومسيحيين فقامت أعمال شغب فى عام 1920 و 1929 وعرفت الأخيرة بثورة البراق قتل خلالها عدد من اليهود عمل البريطانيون على إخماد هذه الثورات وساهموا لجعل اليهود يستقرون فى المدينة عن طريق بنائهم لأحياء سكنية كاملة في شمال وغرب المدينة وإنشائهم لعدد من مؤسسات التعليم العالى مثل الجامعة العبرية
أحيلت قضية القدس للأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية فأصدرت الهيئة الدولية قرارها فى 29 نوفمبر سنة 1947 بتدويل القدس تحت رعايتها وإشرافها وجاء فى القرارأنه سوف يطبق طيلة 10 سنوات ويشمل مدينة بيت لحم وبعد هذه الفترة سيتم إجراء استفتاء عام لتحديد نظام الحكم الذى يود أغلبية سكان المدينة بتطبيقه عليهم إلا أن تطبيق هذا القرار لم يكتب له أن يتم فبعد أن أعلنت بريطانيا عام 1948 إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها استغلت العصابات اليهودية حالة الفراغ السياسى والعسكرى وأعلنت قيام الدولة الإسرائيلية فثارالعرب عموما والفلسطينيون خصوصا وأعلنوا الحرب على إسرائيل فهوجمت المدينة من قبل العرب والثوار الفلسطينيين وقتل عدد من الإسرائيليين في هذا الهجوم وتم أسر البعض الآخر كذلك هاجم القنّاصة العرب القسم الغربي من المدينة
من نتائج حرب سنة 1948 بين العرب والإسرائليين أن قسمت القدس إلى شطرين الجزء الغربى الخاضع لإسرائيل والجزء الشرقى الخاضع للأردن وفى شهر نوفمبر من نفس السنة أقيمت منطقة عازلة بين الجزئين حيث قابل قائد القوات الإسرائيلية في القدس موشيه دايان نظيره الأردنى عبد الله التل فى إحدى منازل حى مصرارة بالقدس وقاما بتعليم الحدود الفاصلة بين شطرى المدينة حيث لونت حصة إسرائيل باللون الأحمر وحصة الأردن باللون الأخضر نجم هذا اللقاء عن رسم خريطة لحدود غير رسمية بين الطرفين المتحاربين لكنها أخذت بعين الاعتبار عند توقيع اتفاقية الهدنة بين إسرائيل ولبنان ومصر والأردن وسوريا سنة 1949والتى اتفقت فيها تلك الدول على وقف إطلاق النار والتزام الإسرائيليين بالبقاء ضمن هذه الحدود لحين حل سلمى للنزاع كذلك نصّت هذه الاتفاقية على تقسيم القدس على أن يبقى جبل المشارف في يد إسرائيل على الرغم من أنه يقع في القسم الشرقى بوصفه جبل داخلى بناء على هذا أقيمت الحواجز الاسمنتية والأسلاك الشائكة وسط المدينة ومرت بالقرب من باب الخليل فى الجانب الغربى من البلدة القديمة وأنشأت نقطة عبور شمال الأخيرة عرفت بمعبر مندلباوم استمرت بعض المناوشات العسكرية بين الأردن وإسرائيل بين الحين والأخر على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار إلا أنها لم تكن ذات أهمية تذكر غالبا كان داود بن كوريون رئيس وزراء إسرائيل قد أعلن فى 3 ديسمبر 1948أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية وأعلنت الأردن خضوع القدس الشرقية للسيادة الأردنية وقد اعترفت المملكة المتحدة وباكستان بهذا الضم فيما لم تعترف دول أخرى بهذا الأمر بحجة أن القدس الشرقية خضعت للأردن بحكم الأمر الواقع وليس بشكل رسمى ويشكك البعض إن كانت باكستان قد اعترفت بضم الأردن للقدس الشرقية حتى
خضعت أغلبية المواقع المقدسة للقدس للسيادة الأردنية بما أن أغلبها يقع فى القسم الشرقي من المدينة فأجرت الحكومة الأردنية عدد من الإصلاحات والترميمات لقبة الصخرة والمسجد الأقصى وسمحت للمسيحيين الأجانب بزيارة المقدسات المسيحية شرط خضوعهم للرقابة أما اليهود فلم يُسمح لهم بدخول المدينة لاعتبارات سياسية حيث كانت الحكومة تخشى أن يعمل بعضهم في الجاسوسية لصالح إسرائيل
خاض العرب وإسرائيل حربا أخرى فى سنة 1967 انتصرت فيها أسرائيل وقامت بالسيطرة على القدس الشرقية وكان من نتيجة ذلك أن عاد اليهود ليدخلوا دون أى قيود إلى أماكنهم المقدسة كذلك أزيلت القيود المفروضة على المسيحيين الغربيين أما المسجد الأقصى وقبة الصخرة استمرا خاضعين للأوقاف الإسلامية
قام الإسرائيليون بهدم حارة المغاربة بعد دخولهم المدينة بما أنها كانت تواجه حائط البراق الذي يتعبد اليهودعنده ولكي يجعلوا من الموقع ساحة لرفع الصلاة اليهودية قامت إسرائيل بتوسيع حدود المدينة بأنتهاء الحرب وذلك عبر بناء عدد من الأحياء الأحياء السكنية والمستعمرات اليهودية شرق الخط الأخضر وقد أقدمت إسرائيل منذ سنة 1967 بمحاولات عديدة تهدف إلى تهويد المناطق التي احتلتها بعد الحرب وذلك عبروسائل عديدة منها التركيز الإعلامى على أهمية المواقع الأثرية العبرانية للمدينة
وقد حدث أستنكار دولى لضم إسرائيل للقدس الشرقية وبعد أن أصدرت إسرائيل قانون اعتبرت فيه القدس الموحدة عاصمة أبدية للبلاد أصدر مجلس أمن الأمم المتحدة القرار رقم 478 الذى نص على أن إسرائيل خرقت قانونا دوليا وطالب جميع الدول الأعضاء بسحب ما تبقى من سفاراتها من القدس ما زالت مسألة القدس تشكل قضية محورية فى الصراع العربى الإسرائيلى خصوصا مع إقرار الحكومة الإسرائيلية بناء وحدات استيطانية جديدة على الدوام فى حارات وأحياء فى البلدة القديمة يسكنها مسلمون وتحوي مقدسات إسلامية فى سبيل رفع عدد اليهود فى القدس الشرقية إلا أن علماء الدين المسلمون وعدد من المؤرخين العرب يزعمون أن اليهود ليس لهم أى حق في المدينة لأسباب متنوعة منها أن حائط البراق الذى بنى منذ حوالى 2,500 سنة كان جزءا من مسجد سليمان الذي تسميه اليهود هيكل سليمان طالب الفلسطينيون وما زالوا بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية لذا لطالما كانت حدود المدينة موضع نقاش وجدال فى المحادثات الثنائية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل أقام بعض الأشخاص من الفلسطينيين والإسرائيليين الراغبين بالسلام نصبا تذكاريا مصنوع من الأسلحة القديمة البالية يواجه سورالقدس القديم ونقشوا عليه عبارات بالعربية والعبرية مقتبسة من سفر أشعياء
تقع مدينة القدس وسط فلسطين تقريبا شرق البحر المتوسط على رعن هضبة من هضاب جبال الخليل التي تضم عددا من الجبال بدورها وهى جبل الزيتون أوجبل الطور شرق المدينة جبل المشارف ويقع إلى الشمال الغربى للمدينة ويقال له أيضا جبل المشهد وقد أقيمت فوقه فى سنة 1925 الجامعة العبرية ومستشفى هداسا الجامعى سنة 1939 جبل صهيون ويقع إلى الجنوب الغربى وتكون البلدة القديمة جزءا كبيرا منه وتمر أسوارها من فوقه جبل المكبر الذى سمى بهذا الاسم عندما دخل عمر بن الخطاب القدس وكبرعلى متنه بالإضافة إلى جبل النبي صمويل وجبل أبو غنيم ترتفع القدس عن سطح البحر المتوسط نحو 750 مترا وعن سطح البحر الميت نحو 1150 مترا
مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية وبعض بناء المدينة مرتفع على علو وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي فى الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر وفى أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديم وقد بنى كانت القدس محاطة بغابات من أشجار الجوز الزيتون الصنوبر منذ القدم إلا أن الحروب والاستغلال البشرى كان لها وقع مدمر عليها فاختفت معظم هذه الغابات وقد أثر ذلك على تماسك التربة فاضطر المزارعون إلى تشييد المدرّجات الزراعية على عدد من السفوح لمنع تأكلها وانجراف تربتها شكل شح المياه مشكلة للمقدسيين منذ العهود الأولى لاستيطان المدينة فقاموا بتشييد عدد من القناطر والقنوات لجر مياه الأنهار إضافة لعدد من البرك والأبار لجمع ماء الأمطار وما زال البعض منها موجودا بالبلدة القديمة ومن أبرز آبار المدينة بئر أيوب نسبة إلى النبى أيوب وهذه البئر هي التي يؤمن المسلمون أنها ذكرت في القرآن بسورة ص، حيث جاء ﴿اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب﴾ كذلك من أبرز بركها أو عيونها، العين المعروفة بعين سلوان، وهي إحدى العيون الجارية التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت في القرآن أيضًا في سورة الرحمن ﴿فيهما عينان تجريان﴾ قال مجير الدين الحنبلي عن القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ
وقها بناء مستجد على بناء قديم وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء لأن ماءها يجمع من الأمطار
|
تمتد أراضي بلدة القدس اليوم تشمل مناطق شاسعة كانت فى السابق قرى أو ضواحى
للمدينة فتشمل حدود البلدية كل من بيت حنينا كفر عقب شعفاط التل الفرنسى جبل المشارف الشيخ جراح وادى الجوز جبل الزيتون البلدة القديمة سلوان العيسوية رأس العمود وأبو الطور وجبل المكبر وصور باهر وأم طوبا وجبل أبو غنيم وبيت صفافا والولجة وقائمة المدن والقرى فى فلسطين التاريخية
من جهة أخرى أقامت إسرائيل العديد من المستوطنات كما قامت بضم مستوطنات قديمة أخرى خارج حدود البلدية بعد احتلالها للقدس الشرقية عام1967 وبناء هاجدار الفصل عام 2002 والذى عزل العديد من البلدات العربية عن القدس كالعيزرية أبو ديس الرام حزما عناتا السواحرة الشرقية وبيت إكسا والشيخ سعدو قلنديا حيث مطار القدس الدولى والتي من المفترض أن تشكل الامتداد الطبيعي لتوسع الأحياء العربية في المدينة مستقبلا وهذه المستوطنات هى مستوطنة عطروت مستوطنة نيڤيه يعقوب مستوطنة بيسغات زئيف مستوطنة رامات أشكول مستوطنة غيلو مستوطنة هماطوس ومستوطنة ناليبوت
أقدمت إسرائيل بعد قيامها عام 1948 على تدمير معظم القرى الواقعة غرب القدس من أهمها: المالحة ودير ياسين وعين كارم ولفتة والقسطل وأقامت مكانها العديد من المستوطنات التي أصبحت تشكل فيما بعد مناطق القدس الغربية وهى كفعات شاؤول بيت هيكرم وجبل هرتزل وكريات هيوفيل وعميق زيفائيم يمين موشيه ربحاميا نحلاؤوت ومحانيه يهودا ومئة سيعاريم وروميما وكفعات رام
القدس هى ثالث أقدس الأماكن عند المسلمين بعد مكة والمدينة المنورة وكانت تمثل قبلة الصلاة الإسلامية طيلة ما يقارب من سنة قبل أن تتحول القبلة إلى الكعبة فى مكة وقد أصبحت القدس مدينة ذات أهمية دينية عند المسلمين بعد أن أسرى الملاك جبريل عليه السلام بالنبى محمد إليها وفق الديانة الإسلامية قرابة سنة 620 حيث عرج من الصخرة المقدسة إلى السموات العلى حيث قابل جميع الأنبياء والرسل الذين سبقوه وتلقى من اللة تعاليم الصلاة وكيفية أدائها تنص سورة الإسراء أن محمدا أسر به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى سبحان الذي أسرى بِعبده ليلا من المسجد الحرام إِلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من ياتنا إِنه هو السميع البصير
أجمع المفسرون على أن المقصود بالمسجد الأقصى مدينة القدس ذاتها قال ابن حجر في فتح البارى وقد رأيت لغيره أن أول من أسس المسجد الأقصى أدم عليه السلام وقيل الملائكة وقيل سام بن نوح عليه السلام وقيل يعقوب عليه السلام فعلى الأولين يكون ما وقع ممن بعدهما تجديدا كما وقع في الكعبة وعلى الأخيرين يكون الواقع من إبراهيم أو يعقوب أصلا وتأسيسا ومن داود تجديدا لذلك وابتداء بناء فلم يكمل على يده حتى أكمله سليمان عليه السلام لحديث الذي جاء في النسائى عَن رَسول اللَّه أن سليمان بن داود لما بنى بيت المقدس سأل اللَّه عز وجل خِلالا ثلاثة سأل اللَّه عز وجل حكما يصادف حكمه فأوتيه وسأل اللَه عز وجلَ ملكا لاينبغى لأحد مِن بعده فأوتيه وسأل اللَّه عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إِلا الصاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه وسميت الأقصى لبعد المسافة بينها وبين المسجد الحرام إذ لم يكن حين إذن فيها المسجد الأقصى الحالى يقع اليوم معلمين إسلاميين فى الموقع الذى عرج منه محمد إلى السماء وهما قبة الصخرة التي تحوي الصخرة المقدسة والمسجد الأقصى الذى بني خلال العهد الأموى ومما يجعل من القدس مدينة مهمة فى الإسلام أيضا أن عددا كبيرا من الأنبياء والصالحين الذين يتشارك المسلمونوأهل الكتاب عموما بالإيمان بهم مع اختلاف النظرة إليهم حيث يعتبر المسلمون واليهود أن عدد منهم أنبياء أو رسل بينما ينظر المسيحيون إليهم بصفتهم قديسين قطنوا المدينة عبر التاريخ
ومنهم داود وسليمان وزكريا ويحيى والمسيح عيسى بن مريم وكذلك لذكر المدينة فى القرأن بأنها وما حولها أراض مباركة شكلت قبلة للأنبياءومهبط للملائكة والوحى وأن
الناس يحشرون فيها يوم القيامة
القدس ومكانتة فى الاسلام
لقد خص القرأن الكريم المسجد الأقصى بالذكر ورفع منزلته حين جعله ربنا سبحانه وتعالى مسرى عبده وحبيبه سيدنا محمد حيث قال جل شأنه سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من أياتنا إنه هو السميع البصير وسمي بالمسجد الأقصى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام وكان أبعد مسجد عن أهل مكة فى الأرض يعظم بالزيارة والمراد بالبركة المذكورة الأية الكريمة فى قوله تعالى الذي باركنا حوله البركة الحسية والمعنوية فأما الحسية فهى ما أنعم اللة تعالى به على تلك البقاع من الثمار والزروع والأنهار وأما المعنوية وما اشتملت عليه من جوانب روحية ودينية وكانت مهبط الصالحين والأنبياء والمرسلين ومسرى خاتم النبيين وقد دفن حول المسجد الأقصى كثيرمن الأنبياء والصالحين وفى مدينة
القدس دفن عدد كبير من الصحابة والتابعين منهم الصحابى الجليل عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضي الله عنهما وفي مسجده الصخرة المشرفة وفيه الحلقة التي ربط النبى بها البراق وبمسجدها صلى النبي إماما بالنبيين والمرسلين وفى بيت المقدس بشر الله زكريا بيحيى عليهما السلام وسخر اللة لداود الجبال والطير فى بيت المقدس ويهلك الله يأجوج ومأجوج في بيت المقدس وولد عيسى عليه السلام فى المهد في بيت المقدس وأنزلت عليه المائدة فيها ورفعه الله إلى السماء منها وينزل من السماء فيها ليقتل المسيح الدجال وصلى النبي إلى بيت المقدس قبل توجهه إلى الكعبة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وورد في آثار عديدة أن المحشر والمنشرفى بيت المقدس وغير هذا من الفضائل كثير
وصف القرأن الكريم في كثير من أياته بيت المقدس ومسجده بالبركة وهي النماء والزيادة في الخيرات والمنح والهبات حيث قال سبحانه وتعالى سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله
وقال تعالى ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين وهذا عن الخليل إبراهيم عليه السلام فى هجرته الأولى إلى بيت المقدس وبلاد الشام وقال تعالى وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وفي قصة سليمان عليه السلام يقول سبحانه وتعالى ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وقال تعالى على لسان موسى يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم وعند حديث القرأن عن هناءة ورغد عيش أهل سبأ يقول سبحانه وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وهى قرى بيت المقدس وصف القرأن أرضها بالربوة ذات الخصوبة وهى أحسن ما يكون فيه النبات وماءها بالمعين الجارى قال تعالى وجلعنا ابن مريم وأمه أية وأويناهما إلى ربوة ذات قرارٍ ومعين قال الضحاك وقتادة وهو بيت المقدس قال ابن كثير وهو الأظهر أنه القبلة التي كان يتوجه إليها الرسول والمسلمون قبل تحويلها إلى الكعبة حيث صلى النبى نحو بيت المقدس بعد الهجرة ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهراً ثم حولت وأشار القرأن إلى ذلك بقوله تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول أنه أرض المنادي من الملائكة نداء الصيحة لاجتماع الخلائق يوم القيامة كما قال سبحانه واستمع يوم يُنادي المُنادِ من مكان قريب قال قتادة وغيره كنا نحدث أنه ينادى من بيت المقدس من الصخرة وهى أوسط الأرض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق