بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 فبراير 2017

حتشبسوت من اجمل واروع الاثار الفرعونية لقدماء المصرين وزواجها من أخيها ( تحتمس الثانى )


حتشبسوت من اجمل واروع الاثار الفرعونية لقدماء المصرين وزواجها من أخيها 
                                    ( تحتمس الثانى )

حتشبسوت
أشهرالملكات اللاتي حكمن مصر وأقواهن نفوذا فقد كان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة فحسب بل وفي تاريخ مصرالقديم حتشبسوت هي خامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية  ويعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنةويعنى اسمها خليلة أمون المفضلة على السيدات أوخليلة مون درة الأميرات 

                                    Kneeling Statue of Senenmut, Chief Steward of Queen Hatshepsut. Date c. 1473-1458 B.C. Medium sculpture on gray green schist. Temple of Montu, Armant, Egypt, New Kingdom, Dynasty 18. Kimbell Art Museum, Fort Worth, Texas.
                                             



                           

ميلادها وعائلتها

ولدت حتشبسوت عام 1508 قبل الميلاد وهي الابنة الكبرى للملك تحوتمس الأول  والملكة أحمس ويعتبر الملك أحمس الأول صاحب الانتصار العظيم في تحرير مصر من الهكسوس هو الجد الأكبر لحتشبسوت ومؤسس الأسرة الثامنة عشرالفرعونية  قد كانت حتشبسوت الوريثة الشرعية لعرش البلاد حيث لم يكن هناك وريث شرعي من الذكورولكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها هو تحوتمس الثاني من زوجة ثانية   


                         

تعليمها

تلقت حتشبسوت تعليما لعلوم الأخلاق والسلوك الصحيح إضافة إلى القراءة والكتابة والحساب والفلسفة والطقوس الدينية وقواعد اللغة والإنشاء و كان عليها نقل وتعلم الاحكام ألمأثورة  للحكماء المصريين القدماء مثل أخيها غيرالشقيق تحوتمس الثاني والأمراء والأميرات الصغار وعدد من أبناء الوزراء والأسرالنبيلة وأنها كانت تخشى المعلم الذى يعلمها الدروس وتخشى أساليبه العنيفة مع التلاميذ مهما كانت منزلتهم  وهذا كان مثالا للعدالة التي تطبق على الجميع بالتساوي بدون خوف أومحاباة والتي أصبحت جزءا أساسيا في حياة المجتمع المصري في ذلك الوقت ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأي امتيازات خاصة في معاملتها وكانت المدرسة الملكية كغيرها فى البلاد تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند الظهيرة 





                       


تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني على عادة الملوك الفراعنة  الذي لم يكن أمامه كي يقبض على الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت وأنجبت منه ابن وبنتان فأما الابن فمات في طفولته ولم يبق اسمه على أي أثرمن الأثار والابنتان فاسمهما نفرورع ومريت رع وقد أنجب زوجها تحوتمس الثاني ابنه تحوتمس الثالث 


  

توليها الحكم

لم يكن الطريق ممهدا أمام حتشبسوت ومفروشا بالورود لتصل إلى الحكم فقد واجهت بكل إصراروعناد مجتمعا وسلطة دينية ذكورية أبت أن ترى الحاكم إلا في صورةرجل 
 بدأت حتشبسوت وقتا عصيبا من حياتها وهي فى العشرين عند وفاة والدها تحوتمس الأول فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم  والوريثة الشرعية للعرش لذا فإنه  من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحوتمس الأول على العرش لكن  تقاليد البلاط  ودسائس الكهنة بدأت تتدخل لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع سلطات البلاد  فى يدها كان أمرا غيرمقبول وليس على هواهم لهذا السبب كان من المحتم أن يشرك معها أخوها غيرالشقيق تحوتمس الثاني في الحكم  ذاك الشخص النحيل واهن الصحة قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد وأن يكون شريكا معها في الملك كفرعون للبلاد بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا 

ولم يكن هناك فائدة من وراء الاحتجاج  فقد كانت كل الظروف ضدها  وبدئوا يعدون لزواجها من تحوتمس الثاني وبهذا حصل تحوتمس الثاني على شرعية الحكم ولسنا نعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب ولكنه  بدلا من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء كما كان يفعل أبوه أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة عن الخارجين عن حكمه 

كان تحتمس الثاني شخصا ضعيفا وربما كان مريضا في نفس الوقت وكانت الحقيقة حتشبسوت التي تدير أمورالدولة وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار وكانت صاحبة الأمر والنهي وبعد وقت قصيرأصبح واضحا أنه في طريق الموت وأخذ رجال البلاط وكبارالموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت لم يكن هناك أميرأخر يخلفه على العرش وأنها سوف تحكم البلاد في النهاية بمفردها هذا سرأصدقاء حتسبشوت الذين يعرفون قدرتها وقوتها وكانوا على استعداد ليخدموها بإخلاص عند ذلك الوقت 

لكن زوجها تحتمس الثاني كان يريد أن يمنح ابنه تحتمس الثالث حق تولي العرش من بعده وقد كان هناك شخصا يدبر المؤامرات مع معبد أمون بالكرنك ويثير الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم وهو تحوتمس الثالث نفسه الذي كان يعيش في المعبد كأحد كهنته 

ومات تحوتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد  وفي أحد الأيام بعد موته بوقت قصير  وعندما كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالا يخرج فيه موكب الإله أمون وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال أمون أمام كاهن صغيربعد ذلك ووافق جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن أمون قد اختاره ليشاركها الحكم وكان هذا الكاهن الذي وقفت محفة أمون أمامه هو تحوتمس الثالث ابن زوجها المتوفى 

وفي الثالث من شهر مايو 1501 قبل الميلاد  ترك تحوتمس عمله كأحد صغار الكهنة في معبد أمون ليدخل القصر الملكي للفراعنة  وقد كان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت أربعا وثلاثين سنة ومنذ اليوم الأول سادت بينهم المنافسة ولم تلبث حتشبسوت إلا أن جمعت حولها مناصرين وكونت حزبا مناصرا لها ولم يمرعلى هذا الحزب إلا وقتا قليل
حتى اشتدت نفوذه وأصبح قويا لدرجة الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة كافية أصبح عاجزا عجزا تاما عن حكم البلاد واضطر لإخلاء المكان لحتشبسوت 

وتم إعلان حتشبسوت في عام 1404 قبل الميلاد ملكة على الصعيد والدلتا  وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون وفي أغاني المديح التي كانت تغني في مدحها كانوا يسمونها حورس الأنثى وأضافوا علامة التأنيث في أخر الكلمة التي تدل على الجلالة 

ولقد كانت الخانات الملكية التي كتبت اسم حتشبسوت في داخلها وتظهرعلى جدران الدير البحري والكرنك وغيرها من الأماكن في مصر صريحة في معانيها فقد أضيف بجواراسمها ملك الصعيد والدلتا ابنة الشمس صديقة أمون حورس الذهبي ومانحة السنين إلهة الاشراقات وهازمة جميع البلاد والسيدة القوية التي تحيي القلوب ولقد كانت هذه هي لحظة النصر بالنسبة لها ويقدر المؤرخ المصري القديم مانيتون فترة حكمها 21 سنة وتسعة أشهر
وماذا فعلت حتشبسوت بتحوتمس الثالث بعد أن أطاحت به وقد ظن البعض أنها قتلته أو نفته لمكان بعيد عن مصر لكن الحقيقة أنها عهدت إلى تربية وتعليم هذا الفرعون الذي كان قبل ذلك كاهنا صغيرا في السن تربية عسكرية  وعلمته فنون إدارة الدولة  ليقود بعض الحملات العسكرية  ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد أواخر حكمها وتولى الحكم بعد موتها  بعد زواجه من ابنتها مريت رع حتشبسوت ما أعطى له شرعية الحكم وكان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر وكون أول وأقوى امبراطورية مصرية عرفها التاريخ 
                       

أعمالها 

اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية تميزعهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمةالتي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوارأستطاعت مصر تغتنى
وتزدهرقد أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة وهى مناجم النحاس والملاخيت في شبه جزيرة سيناء فقد كانت قد توقف العمل في تلك المناجم فترة حكم الهكسوس لمصر وما تلاه ومازلنا نجد في سيناء لوحة عليها كتابة توثق هذا العمل  وتمجد ما فعلته 

نشـطت حتشبسوت كذلك حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة فى حالة سيئة خصوصا فى عهد الملك تحتمس الثانى ثم أعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحرالأحمرحيث قامت بتنظيف هذه القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى وذلك لتسيير أسطول مصرالبحري بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحرالأحمر وأمرت ببناء عدة منشأت بمعبد الكرنك وأنشأت معبدها فى الدير البحرى بالأقصر 

واهتمت حتشبسوت بالأسطول التجارى المصرى فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها فى النقل الداخلى لنقل المسلات التى أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله أمون وفى بعثات التبادل التجارى مع جيرانها واتسم عهدها بالرفاهية فى مصر وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود 


                                  

 ظهور حتشبسوت بملابس الفراعنة الذكور

لم تشأ حتشبسوت أن تبتدع جديدا في مظهر الفرعون الحاكم التي ألفها الناس لعقود طويلة فعلى الرغم أنه في بداية حكمها كانت تظهر كامرأة بكامل زينتها ولكن فى وقت لاحق أصبحت مثالا على الفرعون القوي ذوالعضلات الذي يضع لحية مستعارة ولذلك أخذت تلبس ملابس تشبه ملابس الفراعنة الرجال في الاحتفالات الرسمية كما ظهرت في بعض تماثيلها بذقن مستعارة كما هو المألوف في تماثيل الفراعنة 

وكل هذا لم يقلل من كون حتشبسوت كانت تمتلك صفات الأنثى الجميلة فقد كانت ذات بشرة خمرية لطيفة وأنف معقوف قليلا ووجه مستدير وكانت محبة للزهور والحدائق والأشجار والألون الزاهية 

كانت هناك قصة حب بين الملكة والمهندس سنموت لقد كان سنموت لغزا مثيرا في حياة حتشبسوت ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الديرالبحري والذي منحته 80 لقبا والذي كان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغيرة نفرو رع وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته ليكون قريبا منها في الحياة الأخرى كما كان قريباً منها في الدنيا أما هي فقد كانت تقدر نبوغه وقوة شخصيته لدرجة جعلها تسمح ببناء مقبرته في حرم معبدها ليجاورها في مماته 


وكانت كل تلميحات المؤرخين تشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين الاثنين سنموت وحتشبسوت بعد وفاة زوجها وهذا ليس مؤكدا ولقد تكون مجرد علاقة احترام متبادل

والمهندس الملكي سنموت شيد لحتشبسوت أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أوالحديث وهو معبد الدير البحري الذي شيده حضن الجبل الغربي وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض الملكي المجلوب من طرة وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى لكي ترتقيها روح الملكة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم

توفت حتشبسوت 10 من الشهر الثاني لفصل الخريف والذي يوافق 14 يناير1457 قبل الميلاد خلال العام 22 من فترة حكمها  كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت ولقد تم التحقق من مومياء حتشبسوت أن علامات موتها هي علامات لموت طبيعي وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أوالسكري

وقبر حتشبسوت موجود في وادي الملوك وربما قامت حتشبسوت بتوسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها ووجد تابوتها موجودا بجانب تابوت أبيها 

والتقطت لمومياء الملكة صورة تظهرفيها بسم حالمة وادعة قد أدى رسالته على أكمل وجه وأخيرا إستراح والطريف في الصورة أيضاأن حتسبشوت تتمتع بشعر ناعم ملون جميل يظهر بوضوح في الصورة وهذا يدل عل أن علم التحنيط الذي أبدعه المصريون القدماء سرا عظيما

 وأخيرا الملكة حتشبسوت واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ولقد بذلت الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كإمرأة تحكمه وسواء أقنعت حتشبسوت الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها أم لم تقنعهم فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق